تذبذب الذهب العالمي- توقعات بارتفاع الأسعار إلى 4000 دولار للأوقية

المؤلف: طاهر الحصري (جدة) taher_ibrahim0@10.10.2025
تذبذب الذهب العالمي- توقعات بارتفاع الأسعار إلى 4000 دولار للأوقية

شهدت أسعار الذهب عالميًا تقلبات ملحوظة، حيث تراوحت قيمة الأوقية الواحدة حول مستوى 3300 دولار في الفترة الأخيرة. تعزى هذه التذبذبات إلى ثلاثة عوامل رئيسية: أولها، تصاعد حالة الضبابية في الأسواق العالمية نتيجة للتغيرات المستمرة في السياسات التجارية المتعلقة بالرسوم الجمركية. ثانيًا، ترقب المستثمرين لقرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، والذي أشار إلى تنامي احتمالات التضخم والانكماش الاقتصادي. ثالثًا، تعزيز مكانة الذهب كملاذ آمن في ظل الاضطرابات الاقتصادية العالمية، مما أدى إلى زيادة الإقبال عليه كمخزن للقيمة في أوقات الأزمات.

وفي هذا السياق، رفعت عدة بنوك عالمية كبرى، مثل "سيتي بنك" و"غولدمان ساكس" و"أوف أمريكا"، توقعاتها لأسعار الذهب، حيث أشارت إلى إمكانية ارتفاعها إلى نطاق يتراوح بين 3700 و4000 دولار للأوقية خلال العام الحالي 2025 أو بداية العام القادم 2026. ويعزى هذا التوقع المتفائل إلى حالة عدم الاستقرار السياسي والجيوسياسي التي تلقي بظلالها على أسواق المعادن النفيسة وتزيد من جاذبية الذهب كملاذ آمن.

وأكد الخبير الاقتصادي الدكتور أبوبكر الديب في تصريحات لـ«عكاظ»، أن أسعار الذهب العالمية تتجه نحو الارتفاع في المدى القريب، مدعومة بتوقعات كبرى المؤسسات المالية العالمية. واستشهد بتوقعات "سيتي بنك"، الذي أشار إلى أن سعر الأوقية سيرتفع نتيجة لزيادة حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية بسبب التغيرات في السياسة التجارية الأمريكية.

وأشار الدكتور الديب إلى أن العديد من البنوك العالمية قامت برفع تقديراتها لسعر أوقية الذهب خلال الأشهر الثلاثة القادمة إلى مستوى 3500 دولار. تعكس هذه التعديلات الجهود التي تبذلها الأسواق العالمية للتكيف مع التحولات في السياسات الأمريكية وحالة عدم اليقين السائدة.

وأضاف قائلًا: "قام سيتي بنك برفع توقعاته لسعر أوقية الذهب على المدى القصير نظرًا لحالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق العالمية". وأوضح أن البنك ذكر في مذكرة صدرت مؤخرًا أنه رفع هدفه لسعر أوقية الذهب خلال الأشهر الثلاثة المقبلة إلى 3500 دولار، مقارنة بهدفه السابق البالغ 3150 دولارًا للأوقية. وحاليًا، يتوقع البنك أن تتداول أوقية الذهب في نطاق يتراوح بين 3100 دولار و3500 دولار خلال الفترة المذكورة.

وأشار الدكتور الديب إلى أن هذه التقديرات تأتي في ظل سعي الأسواق العالمية للتكيف مع التقلبات في السياسات الأمريكية وحالة عدم اليقين الراهنة.

وفي سياق متصل، توقع بنك "أوف أمريكا" أن يتجاوز سعر الأوقية حاجز 4000 دولار. كما توقعت مجموعة "غولدمان ساكس" في وقت سابق أن يصل سعر الذهب إلى 3700 دولار للأوقية بحلول نهاية العام الحالي، مشيرة إلى زيادة الطلب من البنوك المركزية بشكل يفوق التوقعات، بالإضافة إلى تصاعد المخاوف من الركود الاقتصادي، وهو ما عزز تدفقات الاستثمار في صناديق المؤشرات المتداولة (ETF) المدعومة بالذهب.

وكانت التوقعات السابقة للمجموعة تشير إلى بلوغ سعر الذهب 3300 دولار بنهاية العام، إلا أنها قامت بتعديلها بعد رفع تقديراتها للطلب الشهري من البنوك المركزية إلى 80 طنًا، مقارنة بتقدير سابق بلغ 70 طنًا شهريًا. ويعتبر هذا الرقم أعلى بكثير من المتوسط الشهري قبل عام 2022، والذي بلغ 17 طنًا فقط.

وأشارت المجموعة إلى أن زيادة الإقبال على صناديق الذهب المدعومة بالمعدن النفيس جاء مدفوعًا بالمخاوف من حدوث ركود اقتصادي محتمل. ويرى خبراء "غولدمان ساكس" أن هناك احتمالًا بنسبة 45% لحدوث ركود في الولايات المتحدة خلال الـ 12 شهرًا القادمة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة